الآخرين ، ولا بقي في نفسه أحد لم يذكره إلاّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). قال مصدق : وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل ، قال : أتقول إنّها منحولة؟
فقال : لا والله ، وإنّي لأعلم أنّها كلامه كما أعلم أنّك مصدّق.
فقلت له : إنّ كثيراً من الناس يقولون : إنّها من كلام الرضي (رحمه الله) تعالى.
فقال : أنّى للرضي ولغير الرضي هذا النَفَس وهذا الأسلوب ، فقد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنّه في الكلام المنثور ، وما يقع في هذا الكلام في خل ولا خمر. ثمّ قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها ، وأعرف خطوط مَن هو من العلماء وأهل الأدب ، قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي ».
وعقب ابن أبي الحديد على ذلك بقوله : « قلت : وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة. وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة ...
ووجدت كثيراً منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلمي الإمامية وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب (الإنصاف) وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي (رحمه الله) تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي (رحمه الله) موجودا ً » (١).
والآن إلى النص الثاني وهو الّذي سميته :
____________
(١) شرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ٦٩.