أنّ ابن عباس أحد تلامذته والآخذين العلم عنه ، وهو الّذي يقول : كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يجلس بيننا كأحدنا ويداعبنا ويباسطنا ، ويقول : والله ما ملأت طرفي منه قط هيبة له ، فكيف يجوز مِن مثل مَن وصفناه التقدّم على أمير المؤمنين في الفتيا وإظهار الخلاف عليه في الدين ، لا سيما في الحال الّتي هو مظهر له فيه الإتباع والتعظيم والتبجيل ، وكيف ندم على احراقهم ، وقد أحرق في آخر زمانه (عليه السلام) الأحد عشر الذين ادعوا فيه الربوبية ، أفتراه ندم على ندمه الأوّل؟ كلا ، ولكن الناصبة تتعلق بالهباء المنثور » (١).
وقال ابن أبي الحديد : « وهل أخذ عبد الله بن عباس الفقه والتفسير إلاّ عنه (عليه السلام) » (٢).
ومهما يكن أمر هؤلاء وأمر أولئك فسوف نبحث المسألة من الناحية الفقهية في (الحلقة الثالثة) إن شاء الله تعالى في بحث : (مسألة التحريق بين التشريع والتطبيق).
٣ ـ مسألة نكاح المتعة.
٤ ـ مسألة لحوم الحمر الإنسية (٣).
٥ ـ مسألة الصرف الّتي شُنّع عليه فيها كثيراً حتى قالوا انّه رجع عنها وتاب قبل موته بثلاثة أيام.
إلى غير ذلك ممّا سنتعرّض له في (الحلقة الثالثة) في آرائه الفقهية إن شاء الله تعالى.
____________
(١) الدرجات الرفيعة للمدني / ١١٧.
(٢) نفس المصدر / ١١٨.
(٣) سير أعلام النبلاء للذهبي ٢ / ٦٢٨ ط دار الفكر ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي / ١٧١.