الضباب عند مالك سنجد ابن أبي شيبة في المصنف يفصح عنه حين يذكر نفس الخبر عن ربيعة أنّه رأى ابن عباس وهو أمير على البصرة في زمان عليّ بن أبي طالب متجرّداً على منبر البصرة فسأل الناس عنه ، فقالوا : إنّه أمر بهديه أن يُقلّد فلذلك تجرّد ـ قال ربيعة ـ فلقيتُ ابن الزبير فذكرت ذلك له فقال : بدعة ورب الكعبة (١). قال ابن حجر : « فعرف بهذا اسم المبهم في رواية مالك » (٢).
أقول : لقد مرّ الحديث عن هذا في حديث واحد خير شاهد فراجع.
٧ ـ وفي مسألة تحريم تصوير ذوات الأرواح لم يكن المصورون يعلمون الحكم فيه. حتى إذا صار عبد الله بن العباس والياً عليهم وفقّههم ، أتاه من المصوّرين مَن يسأله عن عمله.
فقد روى أحمد في مسنده بسنده عن سعيد بن أبي الحسن ـ وهو أخ الحسن البصري ـ قال : « جاء رجل إلى ابن عباس فقال : يا بن عباس إني رجل أصوّر هذه الصور وأصنع هذه الصور فأفتني فيها؟ قال : أدن مني ، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه ، قال : أنبئك بما سمعت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول : (كلّ مصوّر في النار يُجعل له بكل صورة صوّرها نفس تعذبه في جهنم) ، فإن كنت لابدّ فاعلاً فاجعل الشجر وما لا نَفسَ له » (٣). وهذا الحديث رواه البخاري في صحيحه.
وكان يتبع في تهذيب أهل البصرة دينياً مختلف الأساليب التربوية قولاً وعملاً ، فربّما رغّبهم وربّما رهبّهم ، فهو لا يصعد المنبر حتى يؤدي حقّ ذلك
____________
(١) المصنف ٤ق١ / ٨٨ ط باكستان.
(٢) فتح الباري ٤ / ٢٩٤ ط مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر سنة ١٣٧٨ هـ.
(٣) مسند أحمد ٤ / ٢٩٠ برقم ٢٨١١.