لا تعدمك أن تجدها في ولدك.
قلت : فلا حاجة لي إذن فيها.
قال : فلم لا تخطب إلى ابن عمك؟ ـ يعني عليّاً ـ.
قلت : ألم تسبقني إليه؟
قال : فالأخرى.
قلت : هي لابن أخيه.
قال : يابن عباس إنّ صاحبكم إذا ولي هذا الأمر زهد ، ولكن أخشى عجبه بنفسه أن يذهب به فليتني أراكم بعدي.
قلت : يا أمير المؤمنين إنّ صاحبنا مَن قد علمت والله ، ما تقول ، إنّه ما غيّر ولا بدّل ولا أسخط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيام صحبته له.
قال : فقطع عليَّ الكلام ، فقال : ولا في ابنة أبي جهل لمّا أراد أن يخطبها على فاطمة؟
قلت : قال الله تعالى في معصية آدم عليه السلام : ( وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً )(١) ، وصاحبنا لم يعزم على سخط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن الخواطر التي لا يقدر أحد على دفعها عن نفسه ، وربما كانت من الفقيه في دين الله ، العالم العامل بأمر الله.
فقال : يا بن عباس مَن ظنّ أنّه يرد بحوركم فيغوص فيها معكم حتى
____________________
(١) طه / ١١٥.