ذلك ، ولمّا رأى أهل مصر فعلك وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخلوا عليه بسلاحهم فقتلوه.
ثم بايع الناس رجلاً له من السابقة والفضل والقرابة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والبلاء العظيم ما لا يُدفع ، وجئت أنت وصاحبك طائعيَن غير مكرهيَن حتى بايعتما ثم نكثتما. فعجب والله إقرارك لأبي بكر وعمر وعثمان بالبيعة ، ووثوبك على عليّ بن أبي طالب! فوالله ما عليّ دون أحد منهم.
وأمّا قولك : يمكنني من قتلة عثمان ، فما يخفي عليك من قتل عثمان.
وأمّا قولك : إن أبى عليّ فالسيف ، فو الله إنّك تعلم أنّ عليّاً لا يخوّف.
فقال طلحة : إيهاً الآن عنا من جدالك.
قال ـ ابن عباس ـ : فخرجت إلى عليّ وقد دخل البيوت بالبصرة. فقال : ( ما وراءك؟ ) فأخبرته الخبر.
فقال : ( اللهم أفتح بيننا بالحق وأنت خير الفاتحين ).
٢ ـ مع عائشة
ثم قال : ( إرجع إلى عائشة وإذكر لها خروجها من بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وخوّفها من الخلاف على الله عزوجل ونبذها عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقل لها : إنّ هذه الأمور لا تصلحها النساء ، وأنّكِ لم تؤمري بذلك ، فلم يرض بالخروج عن أمر الله في تبرجّكِ بيتكِ الذي أمركِ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالمقام فيه ، حتى أُخرجتِ إلى البصرة فقتلتِ المسلمين ، وعمدتِ إلى عمالي فأخرجتهم ، وفتحتِ بيت المال ، وأمرتِ بالتنكيل بالمسلمين ، وأمرتِ بدماء الصالحين فأريقت ، فراقبي الله عزوجل ،