فقد تعلمين أنّكِ كنتِ أشدّ الناس على عثمان ، فما هذا ممّا وقع؟ ).
قال ابن عباس : فلمّا جئتها وأديت الرسالة وقرأت كتاب عليّ عليها.
قالت : يا بن عباس ابن عمك يرى أنّه قد تملّك البلاد ، لا والله ما بيده منها شيء إلاّ وبيدنا أكثر منه.
قلت : يا أماه إنّ أمير المؤمنين عليه السلام له فضل وسابقة في الإسلام وعظم عناء.
قالت : ألا تذكر طلحة وعناءه يوم أحد؟
قال : قلت لها والله ما نعلم أحداً أعظم عناءً من عليّ عليه السلام.
قالت : أنت تقول هذا ومع عليّ أشباه كثيرة.
قلت لها : الله الله في دماء المسلمين.
قالت : وأي دم يكون للمسلمين إلاّ أن يكون عليّ يقتل نفسه ومن معه.
قال ابن عباس : فتبسّمت.
فقالت : ممّا تضحك يا بن عباس؟
فقلت : والله معه قوم على بصيرة من أمرهم يبذلون مهجهم دونه.
قالت : حسبي الله ونعم الوكيل.
٣ ـ مع الزبير وابنه
قال ـ ابن عباس ـ : وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام أوصاني أن ألقى الزبير ، وإن قدرت أن أكلّمه وابنه ليس بحاضر ، فجئت مرّة أو مرتين كلّ ذلك أجده عنده ، ثمّ جئت مرّة أخرى فلم أجده عنده ، فدخلت عليه ، وأمر