وضبّة ، فلمّا رأتني قالت : ما الذي جاء بك يا بن عباس؟ والله لا سمعت منك شيئاً ، ارجع إلى صاحبك فقل له : ما بيننا وبينك إلاّ السيف ، وصاح مَن حولها : ارجع يا بن عباس لا يسفك دمك.
فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبرته الخبر ، وقلت : ما تنتظر والله ما يعطيك القوم إلاّ السيف فأحمل إليهم قبل أن يحملوا عليك.
فقال : ( لنستظهر بالله عليهم ).
قال ابن عباس : فوالله ما رمت من مكاني حتى طلع عليَّ نشّابهم كأنّه جراد منتشر. فقلت : ما ترى يا أمير المؤمنين إلى ما يصنع القوم؟ مرنا ندفعهم.
فقال : ( حتى أعذر إليهم ثانية ) (١).
____________________
(١) الجمل / ١٨٠.