فقالت : أتمنّون عليَّ برسول الله.
قلت : إي والله لأمنّن بهِ عليكِ ، والله لو كان لكِ لمننتِ به.
قال ابن عباس : فقمت وتركتها ، فجئت عليّاً عليه السلام فأخبرته خبرها وما قلت لها.
فقال عليه السلام : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(١) (٢).
وهذا رواه الشيخ الطوسي في ( تلخيص الشافي ) أيضاً ملحقاً بـ ( الشافي ).
٢ ـ أخبار الدولة العباسية ، قال :
( لمّا فرغ عليّ رحمة الله عليه ورضوانه من قتال أهل البصرة ، بعث ابن عباس إلى عائشة رضي الله عنها وهي في ذكر شيء ( والصواب في دار بني خلف ) خلف الستر ، فأتاها ابن عباس فاستأذن في الدخول فلم تأذن له ، فدخل من غير إذن ، فلم تطرح له شيئاً يقعد عليه ، فأخذ وسادة فجلس عليها.
فقالت : أخطأت السنّة يا بن عباس ، دخلتَ علينا من غير إذن ، وجلستَ على مقرمتنا من غير أمرنا.
فقال : ما أنتِ والسنّة ، نحن علّمناكِ وأباكِ السنّة ، ونحن أولى بها منكِ ، والله ما هو بيتكِ ، وإنّما بيتكِ الذي خلّفكِ فيه رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم فخرجتِ منه ظالمة لنفسكِ ، فأوردتِ من بنيكِ ممّن أطاعكِ موارد الهلكة ، ولو كنتِ في بيتكِ الذي خلّفكِ فيه رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم لم ندخله إلاّ بإذنكِ ، إنّ أمير المؤمنين يأمرك
____________________
(١) آل عمران / ٣٤.
(٢) الشافي / ٢٩٢ ط حجرية.