سعيد بن العاص من الكلام الكثير؟ وماذا كان بقية كلام كعب بن مالك في كلام كثير؟ كلّ هذا ذكره المسعودي في كتاب مروجه ، وله غير هذا أيضاً ممّا يدلّ على مروجه (١) وخروجه.
٩ ـ وقال ابن كثير في ( السيرة النبوية ) في ذكر خطبة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم فقال : ( فخطب خطبة عظيمة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عامئذ ، وكان اليوم الأحد بغدير خم تحت شجرة هناك فبيّن فيها أشياء كثيرة؟ وذكر من فضل عليّ وأمانته وعدله وقربه إليه ما أزاح به ما كان في نفوس كثير من الناس ) (٢) (؟).
فماذا هي تلك الأشياء الكثيرة التي غصّ ابن كثير بذكرها؟ ويكاد أن يكون هو الأكثر من غيره في تغييب الحقائق في كتبه ( تفسير القرآن العظيم ، والبداية والنهاية ، والسيرة النبوية )! ولست في مقام عرض تفصيل ذلك.
١٠ ـ وقال أبو الفرج الأصفهاني في كتابه ( الأغاني ) وقد ذكر محاورة جرت بين عمر وابن عباس ، فقال : ( قال ـ ابن عباس ـ ثم أنشأ يحدثني ، فقال : أنّ أوّل من راثكم (٣) عن هذا الأمر أبو بكر ، إنّ قومكم كرهوا أن
____________________
(١) مرج وجرج اخوان في معنى القلق والاضطراب ، ومنه مرجت العهود والامانات إذا اضطربت وفسدت ، ( الفائق ) للزمخشري.
(٢) السيرة النبوية ٤ / ٤١٤.
(٣) راثكم أي أبطأ بكم فأخركم ، يقال : أراثه إراثه جعله يبطئ والريث الإبطاء والمهلة ( فطر المحيط ) ريث.