مرتين ). وفي رواية : ( من زعم أنّ محمداً رأى ربّه فقد أعظم على الله الفرية ) ، فقلت : ( يا أم المؤمنين أُنظريني ولا تعجليني ، ألم يقل الله عزوجل : ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ )(١) ، ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى )(٢) ، فقالت : أنا أوّل هذه الأَمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ( إنّما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين ، رأيته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء إِلى الأرض ) ، وقالت : ( أولم تسمع أنّ الله عزوجل يقول : ( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )(٣)؟ أولم تسمع أنّ الله عزوجل يقول : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ )(٤).
قلت : وهذا قاطع في هذه المسألة إِذ صرحت فيه بالدفع. ونقل عن ابن خزيمة أنه قال في كتاب التوحيد له : ( أنّه صلى الله عليه وآله وسلم إِنّما خاطب عائشة على قدر عقلها ) ، ثم أخذ يحاول تخطئتها وليس كما قال ، فقد جاء عن غيرها ذلك مرفوعاً إِلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم منهم ابن مسعود ، رواه محمد بن جرير الطبري في تفسيره : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، ثنا عبد الواحد بن زياد ، ثنا سليمان الشيباني ، ثنا زر بن حبيش ، قال : ( قال عبد الله بن مسعود في هذه الآية : ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى )(٥) ، قال :
____________________
(١) التكوير / ٢٣.
(٢) النجم / ١٣.
(٣) الأنعام / ١٠٣.
(٤) الشورى / ٥١.
(٥) النجم / ٩.