المبارك : ( ارم به ). اهـ.
قلت : وأخرج الحاكم في مستدركه من جهة معاذ بن هشام : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ( أتعجبون أن تكون الخلّة لإِبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثم قال : صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وله شاهد صحيح عن ابن عباس في الرؤية. ثم ساقه من جهة إِسماعيل بن زكريا ، عن عاصم ، عن الشعبي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ( رأى محمد ربّه ) وله شاهد آخر صحيح الإسناد ، ثم ساقه عن يزيد بن هارون ، ثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن ابن عباس ، قال : ( قد رأى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربّه ). وعن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : ( رآه مرتين ). ثم قال الحاكم : قد اعتمد الشيخان في هذا الباب أخبار عائشة بنت الصديق ، وأُبي بن كعب ، وابن مسعود ، وأَبي ذر : ( أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى جبريل عليه السلام ). وهذه الأخبار التي ذكرنا صحيحة. اهـ.
وقد أخرج البخاري من حديث القاسم ، عن عائشة ، قالت : ( من زعم أنّ محمداً رأُى ربّه فقد أعظم ، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه سادّاً ما بين الأفق ). وفي الصحيحين من حديث مسروق : ( قلت لعائشة : يا أمتاه هل رأَى محمد ربّه؟ فقالت : ( لقد قفّ شعري ممّا قلت ، من حدثك أَنّ محمداً رأى ربّه فقد كذب ، ثم قرأت : ( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )(١) ، ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته
____________________
(١) الأنعام / ١٠٣.