عام أو خاص ، أو محكم أو متشابه ، وإن لم تسأل الأمة عن ذلك هلكوا واختلفوا وتاهوا.
قال معاوية : فأقرؤا القرآن وتأولوه ، ولا ترووا شيئاً ممّا أنزل الله فيكم من تفسيره ، وما قاله رسول الله فيكم ، وأرووا ما سوى ذلك.
قال ابن عباس : قال الله في القرآن : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )(١).
قال معاوية : يا بن عباس إكفني نفسك وكفّ عنّي لسانك ، وإن كنت لابدّ فاعلاً ، فليكن ذلك سراً ، ولا يسمعه أحدّ منك علانية.
ثم رجع إلى منزله فبعث إليه بخمسين ألف درهم ) (٢).
أقول : وقد مرّ بنا في الجزء الخامس من الحلقة الأولى تعقيب على هذه المحاورة في شرعية أخذ المال من الحاكمين الظالمين ، فراجع.
( الصورة الخامسة ) :
رواها الوزير سعد بن منصور الآبي في كتابه ( نثر الدر ) ، قال :
( مرّ معاوية بقوم من قريش ، فلمّا رأوه قاموا غير عبد الله بن عباس.
فقال : يا بن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك؟ ما ذاك إلاّ لموجدة أنّي قاتلتكم بصفين ، فلا تجد ، فإنّ عثمان ابن عمي قُتل مظلوماً.
قال ابن عباس : فعمر بن الخطاب قُتل مظلوماً.
____________________
(١) التوبة / ٣٢.
(٢) كتاب سليم بن قيس٢ / ٧٧٧ و ٧٨٢ و ٧٨٤ ط الهادي بتحقيق الأنصاري.