فقال معاوية : قتله المسلمون.
فقال عبد الله : ذلك أدحض لحجتك.
فقال معاوية : يا بن عباس إنّي قد بعثت إلى الآفاق أن لا يذكر أحد من الناس شيئاً من فضل عليّ بن أبي طالب.
فقال ابن عباس : أتمنعنا من تلاوة كتاب الله؟
فقال معاوية : كلا.
فقال ابن عباس : أتمنعنا من تأويله؟
قال معاوية : نعم.
فقال ابن عباس : يا للعجب أفنقرأ كتاب الله ثم لا نفقه معناه؟ قل لي يا معاوية : هل العمل بكتاب الله أوجب أم تلاوته؟
فقال معاوية : بل العمل به.
قال : كيف نعمل به إذا جهلنا معناه؟
قال معاوية : سل غيرك ممن لا يذهب في تأويله مذهبكم أهل البيت.
فقال ابن عباس : إنّ القرآن في بيتنا نزل ، ونحن العالمون به ، أفنسأل آل معاوية وآل أبي سفيان عن معناه؟ أتريد بهذا أن تحول بيننا وبين بيان أحكامه للناس من الحلال والحرام؟
قال معاوية : كلا ، لا أفعل ذلك سجيس الليالي ، بل أقول أعملوا بمعناه وأكتموا ما نزل فيكم منه عن الناس.