وأطول وصف ورد عنه ، ما رواه الديلمي في ( غرر الأخبار ودرر الآثار ) ، وقد استغرق عدّة صفحات من ص ٣٢٤ إلى ٣٤٦ ، فلنقرأ ما رواه : قال الديلمي :
( روي أنّ معاوية سأل عبد الله بن عباس عن أمير المؤمنين؟
فقال له : عليّ سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، ووارث علم الأوّلين والآخرين ومن تعجّب بمساواته النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الروح الأمين ، وآخاه دون الخلق أجمعين ، وقصم ظهر المشركين والمنافقين ، وحملكم قهراً على الدخول في الدّين ، بعد قتل جدّك وأخيه وخالك وأخيك ، ولست تستطيع أبداً في ذلك أن تكون من المكذّبين ، وكان والله للقرآن تالياً ، وبه عالماً عاملاً ، وللسهو قالياً ، وعن الفحشاء نائياً ، وللشرك آبياً ، وللمعروف فاعلاً ، وعن المنكر ناهياً ، وبدِينه عارفاً ، ومِنَ الله خائفاً ، وعنَ الموبقات صادفاً ، وبالليل قائماً ، وبالنهار صائماً ، ومن دنياه سالماً ، وبعدل البريّة قائماً ، وعن المهلكات زاجراً ، وبنور الله ناظراً ، ولشهوته قاهراً ؛ فاق العالمين علماً ، وزهداً ، وورعاً وكفافاً ، وقناعة ، وبراعة ، وعفافاً ، وحلماً ، وكرماً ، وجهاداً ، وهجرة ، وشجاعة ، وقرابة ، وعبادة ، وإخلاصاً ؛ وأقدمهم إيماناً ، وسادهم زهداً وأمانة وبرّاً وحياطة.
كان والله حليف القرآن ، ومأوى الأنام ، ومولى الأيتام ، ومنتهى الإحسان ، وملاذ الفقراء والضعفاء ، ومعقل الخائف.
كان والله للخلق حصناً ، وللناس عوناً قويّاً ، وعلى الحقّ صابراً ، وفي