الخافقَين؟! زوج خير النسوان ، وولداه السبطان.
كان والله للأسد قتّالاً ، وللحرب سعّاراً ، وفي الهزاهز ختّالاً ، وعلى الأبطال صوّالاً ، وللخير قوّالاً .. أتنكر يا معاوية شيئاً من ذلك وقد سمعتُ ما كَتَبَ به إليك عن جوابك الذي أرسلته تفتخر فيه عليه؟ وأنا الآن ذاكره ومعيده عليك وهو :
( أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك تذكر اصطّفاء الله محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم وتأييده إيّاه بمن أيّده من أصحابه ، فقد خبّأ لنا الدهر منك عجباً ، إذ طفقت تخيرنا ببلاء الله فينا ونعمته علينا ، فكنت كناقل الثَمرة (١) إلى هَجَر ، وداعي مُسَدِّدِه إِلى النضال ، وزعمت أنّ أفضل الناس فلان وفلان فذكرت أمراً إن تمَّ اعْتَزَلَك كلّه ، وإن نقص لم يلحقك ثلمته ، وما أنت والفاضل والمفضول والسائس والمسوس؟! وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين والأنصار وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم؟! هيهات ، لقد حَنَّ قِدْحٌ ليس [منها] ، وطفق يحكم فيها من عليه الحُكم لها! ألا تَربَع أيّها الإنسان على ظَلعِكَ ، وتعرف قُصورَ [ذَرعِكَ] وتتأخّر حيث أخّرك القَدَر عليها ، [فما] عليك غَلَبةُ المغلوب ، ولا لك ظْفر الظافر ، فإنَك لَذَهَّابٌ في التَّيه ، رَوّاغٌ عن القصد ، لا ترى غير مخُبِرٍ لك ، ولكن بنعمة الله أُحدِّث إنّ قوماً استشهدوا [في سبيل الله ولكلٍّ فضل ، حتّى إذا استشهد] (٢) شهيدنا ، قيل : سيّد الشهداء ، وخصّه رسول
____________________
(١) في نهج البلاغة : ( التمر ) بدل من : ( الثمرة ).
(٢) ما بين المعقوفتين من نهج البلاغة.