حسداً ، وقتلتموه عدواناً وظلماً.
قال ابن عباس : إنّه اكتسب بجهده الآثام ، وكايد بشكه الإسلام ، وخالف السنة والأحكام ، وجار على الأنام ، وسلّط عليهم أولاد الطغام ، فأخذه الله أخذ عزيز ذي انتقام.
قال معاوية : يابن عباس يحملك شدّة الغضب على سوء الأدب ، حتى لتخلّ في الجواب ، وتحيد عن الصواب ، تقعد في مجلسنا ، تشتم فيه أسلافنا ، وتعيب فيه كبراءنا وخيار أهلنا ، ما ذنب معاوية إن كان عليّ فاته زمانه ، وخذله أعوانه ، وأخذوا سلطانه ، وقعدوا مكانه ، أمّا معاوية فأعطي الدنيا فأمكنكم من خيرها ، وباعدكم من شرّها ، كان لكم صفوها وحلوها ، ولي كدرها ومُرّها.
قال ابن عباس : ذنب معاوية ركوبه الآثام ، وإستحلاله الحرام ، وقصده لظلم آل خير الأنام ، ما رعى معاوية للنبوة حقها ، ولا عرف لهاشم فضلها وقوتها ، وبنا أكرم الله معاوية فأهاننا ، وبنا أعزه الله فأهاننا ، ثم ها هو ذا يصول بعزّنا ، ويسطو بسلطاننا ويأكل فيئنا ، ويرتع في ثروتنا ، ثم يمتنّ علينا في إعلامنا إيانا بأنّه لا يعتذر إلى الله من ظلمنا.
قال معاوية : يا بن عباس إنّ افتخارك علينا بما لا نقر لك به إفك وزور ، وتبجحك بما لا نشهد لك به هباء منثور ، واتكال أبناء السوء على سيادة الأباء ضعف وغرور ، ونحن للورى أنجم وبحور ، نفي بالنذور ، ونصل بالبدور ، وبساحتنا رحى السماحة تدور.