انفصام العلاقات لحدْ القطيعة ، فلنقرأ ما رواه حُميد الشهيد ، قال :
( ولمّا نُعِيَ الحسن عليه السلام إلى معاوية ، وعبد الله بن العباس بباب معاوية ، فحُجب ابن عباس حتى أخذ الناس مجالسهم ، ثم أذن له ، فقال : أعظم ألله أجرك يا بن عباس.
قال : فيمن؟
قال : في الحسن بن عليّ.
قال : إذاً لا يزيد موته في عمرك ، ولا يدخل عمله عليك في قبرك ، فقد فقدنا من هو أعظم منهُ قدراًَ وأجل منه أمراً ، فأعقب الله عقبى صالحةٌ.
فخرج ابن عباس وهو يقول :
أصبح اليوم ابن هند شامتّا |
|
ظاهر النخوة أن مات الحسنْ |
ولقد كان عليه عمره |
|
مثل رضوى وثبير وحضَنْ |
فارتع اليوم ابن هند آمنّا |
|
إنما يقمص (١) بالعير السمَنْ |
واتق الله وأظهر توبةً |
|
إنّما كان كشيءٍ لم يكنْ |
وروينا عن الزهري من طريق السيد الإمام المرشد بالله يحيى ابن الإمام الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الحسني الجرجاني عليهم السلام ، رواه بإسنادهِ مع ما تقدم آنفّا ، قال :
قدم ابن عباس على معاوية ، فمكث أيامّا لا يؤذن له ، ثم أذن له ذات
____________________
(١) القمص : هو أن يرفع رجليه وينكس رأسه.