يوم فدخل فإذا معاوية مستبشراً ومن يطيف به.
فقال : يا بن عباس أتدري ما حدث في أهل بيتك؟
فقال : والله لا أدري ما حدث أهل بيتي غير أنّي أراك مستبشراً ومن يطيف بك.
قال : مات الحسن بن عليّ.
قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، يكررها مراراً.
ثم قال : أما والله يا معاوية لا يزيد موته في عمرك ، ولا تسد حفرتُه حفرتك ، ولقد أصبنا بمن كان أعظم منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكفانا الله. ثم خرج من عنده.
قال : فمكث أيامّاً لا يصل إليه ، ثم وصل إليه ذات يومٍ فقال معاوية : يا ابن عباس أتدري ما حدث في أهل بيتك؟
قال : وما حدث في أهل بيتي؟
قال : مات أسامة بن زيد.
قال ابن عباس : إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحم الله أسامة بن زيد. ثم خرج من عنده.
وقد كان ابن عباس تقشّف وكره أن يتزيَّا بزيَّه ، فيشهّره أهل الشام فيضرُّ به ذلك عند معاوية ، فلمّا رجع إلى منزله ، قال : يا غلام هات ثيابي فو الله لئن جلست أنا لهذا المنافق ينعي إليَّ أهل بيتي (١) واحداً واحداً إنّي إذاً أحمق.
____________________
(١) في ( أ ) : أصحابي.