لجهوده مع معاوية الشانئ الشامت ، إذ ازداد البلاء كما قال المدائني وهو يتحدث عن جرائم معاوية ممّا قد مرّ ذكره في الجزء الخامس من الحلقة الأولى ، فراجع ، وستجد قول المدائني : ( فلم يزل كذلك حتى مات الحسن ابن عليّ عليه السلام فازداد البلاء والفتنة فلم يبق أحد من هذا القبيل إلاّ وهو خائف على دمه أو طريد في الأرض ... ) (١).
ماذا كان موقف ابن عباس من السلطة بعد موت الحسن عليه السلام؟
والآن فلننظر إلى حال ابن عباس من بعد موت الإمام الحسن عليه السلام ، وهو الذي قد استشعر دخول الذلّ على العرب بموته ، فماذا لحقه من هوان وهو من سادات العرب؟ وماذا كان موقف معاوية منه في تلك الفترة؟
روى ابن قتيبة في ( الإمامة والسياسة ) : ( لم يلبث معاوية بعد وفاة الحسن رحمه الله إلاّ يسيراً حتى بايع ليزيد بالشام وكتب ببيعته إلى الآفاق ، وكان عامله على المدينة مروان بن الحكم ، فكتب إليه يذكر الذي قضى الله به على لسانه من بيعة يزيد ويأمره بجمع من قبله من قريش وغيرهم من أهل المدينة ثمّ يبايعوا ليزيد.
فلمّا قرأ مروان كتاب معاوية أبى من ذلك وأبته قريش وكتب إلى معاوية ... في ذلك.
قال : فعزله وولى سعيد بن العاص. وكتب إليه في ذلك وأن يكتب
____________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ٣ / ١٦ ط مصر الأولى.