الحوض؟ ).
قال : قد سمعت الطيب المبارك صلى الله عليه وآله وسلم يقول.
قال معاوية : فألاّ صبرت؟
قال : إذن والله أصبر كما صبرتَ حين ضربتُ أنفّك وأنف أبيك حتى دخلتما في الإسلام كارهيَن. ثم أنصرف وهو يقول :
إنّي لأختار البلاء على الغنى |
|
وأجزأ بالماء القراح عن المخض |
وأدّرع الإملاق صبراً وقد أرى |
|
مكان الغنى كي لا أهينُ له عرضي |
فناشده معاوية أن يأخذ صلته ، وبعث في أثره يزيد بن معاوية ، فقال : والله لا يجمعني وإياه بلد أبداً.
فلمّا خرج لقي عبد الله بن عباس وعبد الرحمن بن سابط ، فقال له ابن عباس : قد بلغني ما كان من ابن آكلة الأكباد ، وكهف النفاق ، ورأس الأحزاب ، هلّم أشاطرك مالي كما قاسمتني مالك ، ولك نصف داري كما أسكنتني دارك.
فقال جابر : ثّمر الله مالك ، وبارك لك في دارك ، فقد أثبت ما أنت أهله ، وقال معاوية ما كان يشبهه ) (١).
( أوّل ذلّ دخل العرب موت الحسن بن عليّ عليه السلام )
كلمة قالها ابن عباس رضي الله عنه وهو يستشعر المرارة بفقده ، والإحباط
____________________
(١) التذكرة الحمدونية ٤ / ٣٠١ ـ ٣٠٢ ط صادر.