يختارون رجلاً منهم ، وترك ولده وأهل بيته ، وفيهم مَن لو وليها لكان لها أهلاً.
فقال معاوية : هل غير هذا؟
قال : لا.
ثمّ قال للآخرين : ما عندكم؟
قالوا : نحن على ما قال ابن الزبير.
فقال معاوية : إنّي أتقدم اليكم وقد أعذر من أنذر ، إنّي قائم فقائل مقالة ، فأقسم بالله لئن ردّ عليَّ رجل منكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمته ، حتى يضرب رأسه ، فلا ينظر أمرؤ منكم إلاّ إلى نفسه ، ولا يبقي إلاّ عليها.
وأمر أن يقوم على رأس كلّ واحد منهم رجلان بسيفيهما ، فإن تكلم بكلمة يرد بهما عليه قوله قتلاه ) (١).
قال ابن قتيبة في ( الإمامة والسياسة ) : ( وأمر معاوية من حرسه وشرطته قوماً أن يحضروا هؤلاء النفر الذين أبوا البيعة ، وهم الحسين بن عليّ ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وأوصاهم معاوية ، قال : إنّي خارج العشيّة إلى أهل الشام فأخبرهم أنّ هؤلاء النفر قد بايعوا وسلّموا ، فإن تكلم أحد منهم بكلام يصدّقني أو يكذبني فيه فلا ينقضي كلامه حتى يطير رأسه ، فحذّر القوم ذلك.
____________________
(١) أنظر الكامل في التاريخ ٣ / ٥١٠.