عمر : مرحباً بصاحب رسول الله وابن الفاروق ، هاتوا له دابة. وقال لعبد الرحمن بن أبي بكر : مرحباً بشيخ قريش وسيدها وابن الصدّيق هاتوا له دابة.
وجعلت ألطافه تدخل عليهم ظاهرة يراها الناس ، ويحسن إذنهم وشفاعتهم ، وحملهم على الدواب ، وخرج حتى أتى مكة فقضى حجه ، ولمّا أراد الشخوص أمر بأثقاله فقدّمت ، وأمر بالمنبر فقرّب من الكعبة ، ثمّ أرسل إلى النفر الخمسة وهم الحسين بن عليّ وابن عباس وابن الزبير وابن عمر وابن أبي بكر فأحضرهم ، وقال لهم : قد علمتم نظري لكم وتعطفي عليكم ، وصلتي أرحامكم ، ويزيد أخوكم وابن عمكم ، وإنّما أردت أن أقدّمه باسم الخلافة وتكونوا أنتم تأمرون وتنهون. فسكتوا.
فقال : أجيبوا.
فابتدر ابن الزبير ، فقال : نخيّرك بعدُ إحدى ثلاث أيّها أخذت فهي لك رغبة وفيها خيار :
إن شئت فاصنع فينا ما صنعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبضه الله ولم يستخلف أحداً ، فرأى المسلمون أن يستخلفوا أبا بكر فدع هذا الأمر حتى يختار الناس لأنفسهم.
وإن شئت فما صنع أبو بكر عهد إلى رجل من قاصية قريش وترك من ولده ومن رهطه الأدنين من كان لها أهلاً.
وإن شئت فما صنع عمر جعلها شورى في ستة نفر من قريش