بالروحاء ـ من الفُرع على نحو أربعين ميلاً من المدينة (١) ـ.
فجلس ببابه ، فجعل معاوية يقول : مَن بالباب؟ فيقال : عبد الله بن عباس ، فلم يأذن لأحد ، فلمّا استيقظ ، قال : من بالباب؟ فقيل : عبد الله بن عباس ، فدعا بدابته فأدخلت إليه ثمّ خرج راكباً ، فوثب إليه عبد الله بن عباس فأخذ بلجام البغلة ، ثمّ قال : أين تذهب؟
قال : إلى الشام.
قال : فأين جوائزنا كما أجزت غيرنا؟
فأومأ إليه معاوية ، فقال : والله ما لكم عندي جائزة ولا عطاء حتى يبايع صاحبكم.
قال ابن عباس : فقد أبى ابن الزبير فأخرجت جائزة بني أسد ، وأبى عبد الله بن عمر فأخرجت جائزة بني عدي. فمالنا إن أبى صاحبنا وقد أبى صاحب غيرنا؟
فقال معاوية : لستم كغيركم لا والله لا أعطيكم درهماً حتى يبايع صاحبكم.
فقال ابن عباس : أما والله لئن لم تفعل لألحقن بساحل من سواحل الشام ثمّ لأقولنّ ما تعلم ، والله لأتركنّهم عليك خوارج.
فقال معاوية : لا بل أعطيكم جوائزكم. فبعث بها من الروحاء ومضى راجعاً إلى الشام ) (٢).
____________________
(١) مراصد الإطلاع٢ / ٦٣٧.
(٢) الإمامة والسياسة ١ / ١٥٧.