بين مكة والمدينة ، وهو إليها أقرب ، يذكر ويؤنث ، وفيها كانت وقعة النبي مع المشركين. وعَنِ الشَّعْبِيِ أَنَ بَدْراً اسْمُ بِئْرٍ هُنَاكَ قَالَ : وَسُمِّيَتْ بَدْراً لِأَنَّ الْمَاءَ كَانَ لِرَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ اسْمُهُ بَدْرٌ (١).
قوله تعالى : ( وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً ) [ ٤ / ٦ ] أي مبادرة ومسابقة ، يقال بَدَرَ إلى الشيء بُدُوراً وبَادَرَ إليه مُبَادَرَةً وبِدَاراً من بابي قعد وقاتل : أسرع. قيل ومنه سُمِّيَ البَدْرَ أعني القمر ، لأنه ، يَبْدُرُ الشمسَ أي يسبقها بطلوعه. وقيل سمي بَدْراً لتمامه وامتلائه ، وكل شيء تم فهو بَدْرٌ. وليلة البَدْرِ : ليلة أربعة عشر.
وَفِي حَدِيثِ الْجَمَاعَةِ « وَلَا يَبْدُرُ لَهُمْ إِمَامٌ ».
أي لا يظهر لهم إمام متميز عنهم. والبَادِرَةُ : حدة الغضب ، ومِنْهُ « الرَّجُلُ لَيَأْتِي بِالبَادِرَةِ فَيَكْفُرُ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « الْبَادِرَةُ الْيَمِينُ عِنْدَ الْغَضَبِ ».
و « أخشى عليك بَادِرَتَهُ » أي غضبه وبَدَرَتْ منه بَوَادِرُ غضب : أي خطأ وسقطات عند ما احتد. وأهل البَادِرَةِ : من يخشى بوادره من الظلمة. والبَادِرَةُ : لحم بين المنكب والعنق. ومنه قوله « تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ » وهي جمع بَادِرَة. و « تَبْتَدِرُهُ خزنة الجنة » أي يسرعون إليه. والبَدْرَةُ من المال هي بالفتح فالسكون : عشرة آلاف درهم ، سميت بَدْرَة لتمامها. والمُبَادَرَةُ في الرماية : هي أن يشترط الاستحقاق لمن بدر إلى إصابة خمسة من عشرين مثلا. والمُحَاطَّةُ في الرماية :
__________________
(١) في معجم البلدان ج ١ صلى الله عليه وآله ٣٥٧ : يقال إنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة ، وقيل بل هو رجل من بني ضمرة سكن هذا الموضع فنسب إليه ثم غلب اسمه عليه ، وقال الزبير بن بكار : قريش بن الحارث ... وابنه بدر بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة لأنه كان احتفرها.