الحاء والجيم ، أو من اسْتَثْفَرَ الكلبُ بذنبه : جعله بين فخذيه ، أو مأخوذ من ثَفْرِ الدابة بالثاء المثلثة الذي يجعل تحت ذنبها. ومنه الْحَدِيثُ « الِاسْتِثْفَارُ أَنْ تَجْعَلَ مِثْلَ ثَفْرِ الدَّابَّةِ » (١).
والمراد تأخذ خرقة طويلة عريضة تشد أحد طرفيها من قدام وتخرجها من بين فخذيها وتشد طرفها الآخر من وراء بعد أن تحتشي بشيء من القطن ليمتنع به من سيلان الدم.
وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْحَدِيثِ « تَسْتَدْخِلُ قُطْنَةً وَتَسْتَثْفِرُ وَتَسْتَذْفِرُ ».
وكأنها نسخة جمع لا بدل ، يشهد لها ما قاله في القاموس الاستذفار هو أن تتطيب وتستجمر بالدخنة وغير ذلك ، والاسْتِثْفَارُ أن تجعل مثل ثفر الدابة ، والثَّفْرُ للدابة معروف والجمع أَثْفَارٌ مثل سبب وأسباب
( ثمر )
قوله تعالى : ( لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ ) [ ٣٦ / ٣٥ ] الآية. الثَّمَرُ بالتحريك : الرطب ما دام في رأس النخل ، فإذا قطع فهو الرطب ، ويقع على كل الثِّمَار أكلت أو لم تؤكل كثمر الأراك والعوسج ، واحدة ثَمَرَة ، ويغلب على ثَمَرِ النخل.
وَقَوْلُهُ عليه السلام « أُمُّكَ أَعْطَتْكَ مِنْ ثَمَرَةِ قَلْبِهَا ».
هو على الاستعارة ، وجمع الثَّمَرِ ثِمَار مثل جبل وجبال ، وجمع الثَّمَرَة ثَمَرَات مثل قصبة وقصبات ، وجمع الثِّمَار ثُمُر مثل كتاب وكتب ، وجمع الثَّمَر أَثْمَار مثل عنق وأعناق. قوله : ( وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ ) [ ٢ / ١٢٦ ]
عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام هِيَ ثَمَرَاتُ الْقُلُوبِ.
وعَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام أَنَ الثَّمَرَاتِ تُحْمَلُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْأَقْطَارِ (٢)، وَقَدِ اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ حَتَّى لَا يُوجَدُ فِي بِلَادِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ثَمَرَةُ لَا تُوجَدُ فِيهَا ، حَتَّى إِنَّهُ يُوجَدُ فِيهَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَوَاكِهُ رَبِيعِيَّةٌ وَصَيْفِيَّةٌ وَخَرِيفِيَّةٌ وَشِتَائِيَّةٌ.
و « الثُّمُرُ » بضم الثاء : المال. وأَثْمَرَ المالُ : صار فيه الثمر. وأَثْمَرَ الرجلُ : كثر ماله. وثَمَّرَ اللهُ مالَه : كثره. واسْتِثْمَارُ المال : استنماؤه. ومنه الْحَدِيثُ « اسْتِثْمَارُ الْمَالِ تَمَامُ الْمُرُوَّةِ ». ولعله
__________________
(١) الكافي ج ٣ صلى الله عليه وآله ٨٩.
(٢) مجمع البيان ج ١ صلى الله عليه وآله ٢٠٦.