جَاوَرْتُهُ مُجَاوَرَةً من باب قاتل وجِوَاراً والكسر أفصح من الضم : إذا لاصقته في المسكن. والجَارُ ذي القربى : أي ذي القرابة والجَارُ الجُنُب : الغريب ، وجمع الجَار الجِيرَان بكسر الجيم كقاع وقيعان.
وَفِي الْخَبَرِ « كُلُّ أَرْبَعِينَ دَاراً جِيرَانٌ مِنْ بَيْنِ الْيَدَيْنِ وَالْخَلْفِ وَالْيَمِينِ وَالشِّمَالِ » (١).
وَفِي الْحَدِيثِ « عَلَيْكُمْ بِحُسْنِ الْجِوَارِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرُ الدِّيَارَ ».
وقيل ليس حُسْنُ الجِوَارِ كف الأذى فقط بل تحمل الأذى منه أيضا. ومن جملة حسن الجِوَارِ ابتداؤه بالسلام وعيادته في المرض ، وتعزيته في المصيبة وتهنئته في الفرح ، والصفح عن زلاته ، وعدم التطلع على عوراته ، وترك مضايقته فيما يحتاج إليه من وضع جذوعه على جدارك وتسلط ميزابه إلى دارك وما أشبه ذلك. وفِيهِ « أَحْسِنُوا جِوَارَ النِّعَمِ ».
وتفسيره ـ كما جاءت به الرواية ـ الشكر لمن أنعم بها عليك وأداء حقوقها. والجَارُ الذي يجير غيره : أي يؤمنه مما يخاف.
وَفِي الْخَبَرِ « وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ ».
أي إذا جار واحد من المسلمين حرا أو عبدا أو امرأة جماعة أو واحد من الكفار وأمنهم جاز ذلك على جميع المسلمين ولا ينقض عليهم جواره. ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « لَا تُجَارُ حُرْمَةٌ إِلَّا بِإِذْنِ أَهْلِهَا ».
والحُرْمَة المرأة.
وَفِي الدُّعَاءِ « عَزَّ جَارُكَ ».
أي المُسْتَجِيرُ بك. و « يَسْتَجِيرُوا بك » أي يطلبون الإجارة.
وَفِي الْحَدِيثِ « أَيُّمَا رَجُلٍ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَهُوَ ».
أي في أمن لا يظلم ولا يؤذى. وجَارَ في حكمه يَجُورُ جَوْراً : ظلم. والجَوْرُ : هو الميل عن القصد. ومنه « جَارَ عن الطريق » أي مال عنه. ومنه « الحاكم الجَائِرُ » أي المائل
__________________
(١) الكافي ج ٢ صلى الله عليه وآله ٦٦٦.