الرَّاكِبِ ».
يعني في الصلاة علي ، هو بضم معجمة وفتح ميم : إناء صغير ، أراد أن الراكب يحمل رحله وزاده ويترك قعبه إلى آخر رحاله ثم يعلقه على رحله ، فليس عندهم بمهم ، فنهاهم أن يجعلوا الصلاة عليه كالغُمَرِ الذي لا يقدم في المهام ويجعل تبعا ، وقد ورد كقدح الراكب ، وقد مر في قدح. و « غَمْرَة » بفتح غين وسكون ميم : بئر بمكة قديمة (١).
( غور )
قوله تعالى : ( إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً ) [ ٦٧ / ٣٠ ] أي غَائِراً ، وصف بالمصدر كدرهم ضرب وماء سكب ، يقال غَارَ الماءُ غَوْراً : ذهب في الأرض ، فهو غَائِرٌ. قوله : ( إِذْ هُما فِي الْغارِ ) [ ٩ / ٤٠ ] الغَارُ : نقب في الجبل شبه المغارة ، فإذا اتسع قيل كهف ، والجمع غِيرَان مثل نار ونيران. والغَارُ الذي أوى إليه النبي صلى الله عليه وآله في جبل ثور ، وهو مطل على مكة. قوله : مَغاراتٍ [ ٩ / ٥٧ ] المَغَارَات والمُغَارَات ما يَغُورُونَ فيه ، أي يغيبون فيه ، واحدها مَغَارَة ومُغَارَة ، وهو الموضع الذي يَغُورُ فيه الإنسان ، أي يغيب ويستتر. قوله : ( فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ) [ ١٠٠ / ٣ ] هو من الغَارَة لأنهم كانوا يغيرون عند الصبح ، من الغَارَة وهي الخيل المغيرة ، ومنه قولهم « أَشْرِقْ ثَبِيرُ حَتَّى نُغِيرَ » أي تذهب سريعا. وقيل نُغِيرُ على لحوم الأضاحي من الإِغَارَةِ النهب ، وقيل ندخل في الغَوْرِ أي المنخفض في الأرض.
وَفِي الْحَدِيثِ « بِالْعَقْلِ يُسْتَخْرَجُ غَوْرُ الْحِكْمَةِ وَبِالْحِكْمَةِ يُسْتَخْرَجُ غَوْرُ الْعَقْلِ ».
ومعناه ـ على ما قيل ـ بآلة العقل يمكن الوصول إلى كنه الحكمة وبظهور الحكمة من العاقل يظهر ما كان مخزونا في عقله.
__________________
(١) في معجم البلدان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢١٢ : وهو منهل من مناهل طريق مكة ومنزل من منازلها ، وهو فصل ما بين تهامة ونجد.