قوله : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ ) [ ٢ / ٢١٠ ] الآية ، أي وما يَنْظُرُ هؤلاء إلا هذا. قوله : ( أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [ ٧ / ١٤ ] أي أمهلني وأخرني في الأجل إلى يوم يبعثون. قوله : ( فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ) [ ٧ / ٧١ ] أي ( فَانْتَظِرُوا ) عذاب الله فإنه نازل بكم ( إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ) لنزوله بكم.
وَفِي الْحَدِيثِ « لَوْ عَطَّلَ النَّاسُ الْبَيْتَ سَنَةً لَمْ يُنَاظَرُوا » (١).
أي لم يؤخر عنهم العذاب. ومثله « إِنْ تَرَكْتُمْ بَيْتَ رَبِّكُمْ لَمْ تُنَاظَرُوا ».
والنَّظَرُ : الِانْتِظَارُ. والنَّظَرُ إلى الشيء : مشاهدته. والنَّظَرُ : تأمل الشيء بالعين. والنَّظَرُ : الفكر يطلب به علم أو ظن ، فهو تأمل معقول لكسب مجهول. وداري تَنْظُرُ إلى دار فلان : أي تقابلها. والنَّظِرَةُ : عين الجن. والنَّظِرَةُ : التأخير ، ومنه « رجل يشتري المتاع بِنَظِرَةٍ » أي بتأخير. ومنه « إِنْظَارُ المعسر » أي تأخيره وإمهاله. والنَّاظِرُ في المقلة : السواد الأصغر الذي فيه إنسان العين ، ويقال للعين النَّاظِرَةٍ والْمَنْظَرَةُ المَرْقَبَةُ.
وَفِي الدُّعَاءِ « يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى ».
أي في المرقب الأعلى يَرْقُبُ عباده ، والجمع نُظَرَاءُ.
فِي الْحَدِيثِ « اصْحَبْ نُظَرَاءَكَ ».
يعني في السفر. ونَاظِرْهُ مُنَاظَرَةً : جادله.
وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ».
ومعنى النَّظَرِ هاهنا الاختبار والرحمة ، ولما كان ميل الناس إلى الصور المعجبة والأموال الفائقه والله متقدس عن شبه المخلوقين كان نَظَرُهُ إلى ما هو السر واللب ، وهو القلب والعمل.
__________________
(١) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢٧١.