المسكين يا رسول الله قال الذي لا يجد ما يعينه ولا يفطن له فيعطى ولا يسأل الناس. والقول الثامن يروى عن عمر بن عبد العزيز قال المحروم الكلب وانما وقع الاختلاف في هذا لأنه صفة أقيم مقام الموصوف والمحروم هو الذي قد حرم الرزق واحتاج .. فهذه الأقوال كلها داخلة في هذا غير أنه ليس فيها أجلّ مما روي عن ابن عباس ولا أجمع من أنه المحارف. والموضع الآخر قوله ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ) (١) في رواية الضحاك أن التولي عنهم منسوخ بأنه قد أمر بالإقبال عليهم بالموعظة قال عزّ وجلّ ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) (٢) فأمر أن يبلغ كما أنزل الله كما قالت عائشة رضياللهعنها من زعم أن محمدا كتم شيئا من الوحي فقد أعظم الفرية قال مجاهد ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ) فأعرض عنهم ( فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ) أي ليس يلومك ربك عز وجل على تقصير كان منك. وفي الطور ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) (٣) للعلماء فيه أقوال .. فمن ذلك ما حدثناه أحمد بن محمد بن الحجاج قال حدثنا يحيى الجعفي قال حدثني ابن وهب قال حدثني أسامة بن زيد سمع محمد بن كعب القرظي يقول في هذه الآية ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) الآية قال .. حين تقوم الى الصلاة أي تكبر وتقول سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك .. وهذا قول إن الآية في افتتاح الصلاة وردّ هذا بعض العلماء .. وقد أجمع المسلمون أنه من لم يستفتح الصلاة بهذا فصلاته جائزة فلو كان هذا أمر من الله سبحانه لكان موجبا فإن قيل هو ندب قيل لو صح أنه واجب بما تقوم به الحجة لجاز أن يكون ندبا أو منسوخا .. قال أبو الجوزاء ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) ومن النوم واختار هذا القول محمد بن جرير قال يكون هذا فرضا ويكون هذا النوم القائلة ويعني به صلاة الظهر لأن صلاة الصبح مذكورة في الآية .. والقول الثالث قول أبي الأحوص أن يكون كلما قام من مجلس قال سبحانك اللهم وبحمدك .. وهذا القول أولاها من جهات آكدها انه قد صح عن عبد الله بن مسعود واذا تكلم صحابي في آية ولم يعلم أحد من الصحابة خالفه لم يسع مخالفته لأنهم أعلم بالتنزيل والتأويل كما قرئ .. على محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف بن موسى قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن
__________________
(١) سورة : الذاريات ، الآية : ٥٤
(٢) سورة : المائدة ، الآية : ٦٧
(٣) سورة : الطور ، الآية : ٤٨