الثامن والعشرون : الحديث المتواتر بين الفريقين وهو قوله عليهالسلام انى تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض (١) دل على وجوب التمسك بهما معا فمن تمسك بالكتاب ولم يرجع في تفسيره ومعانيه إلى العترة لم يكن قد تمسك بهما والا لزم كون العامة المستدلين بتلك الظواهر قد تمسكوا بهما ، لأنهم يعترفون بفضل العترة وهو واضح البطلان ولو علم معاني الكتاب وقدر على الاستنباط منه غير العترة لافترقا وهو خلاف النص لكن من تمسك بالعترة كان قد تمسك بهما لأنهم لا يخالفون الحق من تلك الظواهر المتعارضة وأكثر تلك الظواهر مخالفة للعترة فظهر الفرق والى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين عليهالسلام بقوله : هذا كتاب الله الصامت وانا كتاب الله الناطق (٢) فظهر الترجيح.
فان قلت : فما فائدة ذكر الكتاب مع العترة قلت : له فوائد منها : ان الكتاب معجزة النبوة ودليل صحة الإسلام.
ومنها : ان امامة العترة وحجية أقوالهم عليهمالسلام تعلم من الكتاب وروايات غير العترة النص عليهم لا منهم للزوم الدور.
ومنها : انه مرجح قوى عند تعارض أخبار العترة.
ومنها : انه يمكن الاحتجاج به على العامة لأنهم يعتقدون حجية تلك الظواهر ، فلنا ان نحتج به عليهم فيما وافق أحاديث العترة.
ومنها : انه مؤيد عظيم لأحاديث العترة.
ومنها : انه مشتمل على مطالب مهمة متواترة فيه صريحة مؤيدة للأدلة العقلية القطعية كآيات التوحيد والعدل والاخبار بالقيمة وبطلان تكليف ما لا يطاق وغير ذلك.
__________________
(١) أخرجه البحراني ره في البرهان من طريق الخاصة والعامة راجع ج ١ ص ٩ ـ ٢٦
(٢) أورده أيضا في الوسائل مرسلا راجع ج ٣ كتاب القضاء ص ٣٧١ وفي البحار ج ٨ كتاب الخلفاء ص ٢٦٤.