فائدة (٤٧)
في باب الدعاء في أدبار الصلوات من أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه قال : من قال بعد كل صلاة وهو آخذ لحيته بيده اليمنى يا ذا الجلال والإكرام ارحمني وأجرني من النار ثلث مرات ويده اليسرى مرفوعة بطنها الى ما يلي السماء ثم يقول أجرني من العذاب الأليم ثم يؤخر يده عن لحيته [ ثم يرفع يده ] ويجعل بطنها مما يلى السماء ثم يقول يا عزيز يا كريم يا رحمان يا رحيم ، ويقلب يديه ويجعل بطونهما مما يلي السماء ثم يقول أجرني من العذاب الأليم ثلث مرات صل على محمد وآل محمد والملائكة والروح غفر له ورضي عنه ووصل بالاستغفار له حتى يموت جميع الخلائق إلا الثقلين الجن والإنس (١).
أقول : موضع الإشكال الذي فيه قوله الا الثقلين فان ظاهره انه مستثنى من جميع الخلائق الذي هو فاعل يموت ومعناه حينئذ فاسد لان موت باقي الخلائق غير متقدم على موت الثقلين ولا على موت بعضهما بل الأمر بالعكس ، وأيضا فالاستثناء لا يناسب المقام لو صح التقدم ولا يظهر له معنى يعتد به هذا ما أورده السائل.
والجواب : ان هنا مقدمة يحتاج إليها وهي ان غفر له ورضي عنه فعلان ماضيان مبنيان للمجهول قطعا ، واحتمال كونهما مبنيين للمعلوم والضمير راجعا الى الله
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٥٤٦ ح ٤