فائدة (١٠١)
روى الصدوق في التوحيد عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى قال قرأت في كتاب على بن بلال الى العالم يعني أبا الحسن عليهالسلام قد روى أصحابنا عن آبائك عليهمالسلام انهم نهوا عن الكلام في الدين فتأول مواليك المتكلمون بأنه انما نهى من لا يحسن ان يتكلم فيه فاما من يحسن ان يتكلم فيه فلم ينهه فهل ذلك كما تأولوا أم لا؟ فكتب عليهالسلام المحسن وغير المحسن لا يتكلم فإن إثمه أكبر من نفعه (١)
أقول : وفي معناه أحاديث كثيرة جدا متواترة معنى وقد اعترض بعضهم بان ذلك معارض بما دل على حسن المجادلة بالتي هي أحسن وما دل على حجية العقل كقولهم عليهمالسلام العقل دليل المؤمن وغير ذلك.
والجواب : أما الأمر بالجدال بالتي هي أحسن ، فليس بصريح في جواز الاستدلال والجدال بما لم يثبت عن الأئمة عليهمالسلام دليله ولا مدلوله وليس فيه تصريح بجواز الاستدلال بدليل عقلي ظني ومعلوم ان أكثر أدلتهم ظنية داخلة في النهى وأما ما دل على حجية العقل فما دل منه على حجية الدليل السمعي مسلم ، وذلك القدر قليل قطعي وما زاد لا دليل عليه وعلى تقدير العموم لا ريب انه مخصوص بغير الدليل
__________________
(١) التوحيد ص ٤٥٩