فائدة (٧٨)
روى السيد الرضى في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليهالسلام انه سئل عن أشعر الشعراء فقال : ان القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها فان كان ولا بد فالملك الضليل يعنى (١) امرء القيس (٢).
أقول : ظاهر هذا الحديث الشريف ان امرء القيس أشعر الشعراء مع ان أكثر العلماء يرجحون شعر غيره على شعره في الحسن والجودة وجمع المحاسن
__________________
(١) وفي النسخة المخطوطة الثمينة التي بلغت المقابلة بنسخة السيد الامام الرضى قدسسره « الموجودة في مكتبة صديقنا العلامة اللاجوردي » « يريد » مكان « يعنى ».
(٢) نهج البلاغة فيض الإسلام ص ١٢٨٥ خ ٤٤٧. قوله عليهالسلام : لم يجروا في حلبة اي لم يسوقوا أفراسهم ونفوسهم ، اى لم تكن لهم طريقة واحدة.
الحلبة : الخيل تجتمع للسباق. وقصبة الغاية وهي القصبة التي يحوزها السابق إلى الغاية فيعرف بحوزه إياها أنه سابق. وفي المثل قد حاز قصب السبق قيل : ان العرب تضع القصب في آخر الميدان الذي يسابق الخيل فيها للرهان فمن سبق فرسه كانت تلك القصبة في يده فلا حاجة مع ذلك الى شاهدي عدل وانما سمى امرء القيس ضليلا وهو بناء المبالغة لأنه مثل عن أمر عظيم وهو ملك أبيه بسبب قيله للشعر.