فائدة (٨١)
في كتاب العلل حديث النملة انها قالت لسليمان عليهالسلام أنت أكبر أم أبوك قال بل ابى داود قالت النملة فلم زيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود عليهالسلام فقال سليمان لا علم لي بذلك قالت النملة لان أباك داود داوى جرحه بود فسمى داود وأنت يا سليمان أرجو أن تلحق بأبيك (١).
أقول : فيه إشكالان :
أحدهما : ان سليمان عليهالسلام اعترف بالجهل وعدم العلم وذلك لا تليق بالأنبياء (ع) فإنه يجب ان يكونوا اعلم من غيرهم عقلا ونقلا وكيف يجوز كون النملة أعلم من بعض الأنبياء.
وثانيهما : انه لا يظهر لجواب النملة معنى يعتد به.
والجواب عن الأول من وجوه.
أحدها : انه لا يلزم من علم النملة بهذه النكتة كونها أعلم من سليمان (ع) بل هو أعلم منها قطعا ومعلوماتها ليست بشيء بالنسبة إلى معلوماته ألا ترى بعض العوام قد يعلم مسئلة لا يعلمها بعض أكابر العلماء ولا يلزم كون ذلك العامي أعلم منه.
وثانيهما : ان النملة ليست من رعيته لعدم شمول التكليف لها ولا يمتنع
__________________
(١) علل الشرائع ج ١ ص ٧٢