فائدة (٦٢)
روى الصدوق في عقاب الأعمال والبرقي في المحاسن بسندهما عن ابى جعفر عليهالسلام قال : ان الله فوض الأمر إلى ملك من الملئكة فخلق سبع سموات وسبع أرضين فلما رأى الأشياء قد انقادت له قال : من مثلي فأرسل الله إليه نويرة من النار قلت : وما النويرة؟ قال نار مثل الأنملة (١) فاستقبلها بجميع ما خلق فتخللت حتى وصلت الى نفسه لما [ أن ] دخله العجب (٢).
أقول : فيه اشكال ثلاثة أحدها : انه يدل على التفويض بمعنى ان الله فوض أمر الخلق الى غيره والأحاديث دالة على بطلانه ، والأصحاب متفقون على ذلك فقد أنكروا على من ادعى ان الله فوض أمر الخلق والرزق الى محمد وآل محمد ص وسموهم المفوضة.
والجواب : ان الأحاديث دلت على إنكار التفويض بطريق العموم باعتبار مجموع الخلق والرزق لا باعتبار كل فرد ألا ترى انهم يقولون بصدور أفعال العباد عنهم ألا ترى الى قوله تعالى : ( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ). والى ما روى في عدة اخبار ان الله يبعث الى الجنين ملكين خلاقين يصوران ما يأمرهما (٣).
__________________
(١) نار بمثل أنملة خ م
(٢) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص ٢٩٩ المحاسن ص ١٢٣
(٣) علل الشرائع ص ٣٠٠ الكافي ج ٣ ص ١٦٢