فائدة (٨٨)
في بعض الأدعية التي نقلها الشيخ وغيره اللهم انى أسألك برحمتك التي لا تنال منك الا بالرضا والخروج عن معاصيك والدخول في كل ما يرضيك والنجاة من كل ورطة والمخرج من كل كبيرة والعفو عن كل سيئة يأتي بها منى عمد وزل بها مني خطأ أو خطرت بها منى خطرات نسيت ان أسألك خوفا تعينني به على حدود رضاك إلخ (١).
أقول : محل الاشكال هنا هو ان الفعل المضارع اعنى أسألك الأول لا يظهر له مفعول ولا يظهر لحذفه نكتة ولا قرينة وقد اتفقت أكثر النسخ المعتبرة على ثبوت الواو في والنجاة وغيرها من المعطوفات وبدون ذكر المفعول لا يظهر للكلام معنى يعتد به وقد سألني عنه بعض الأفاضل فخطر لي وجوه.
أحدها : ان يكون الباء في برحمتك للتبعيض كما قالوه في قوله تعالى : ( عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ ) (٢) ».
وكقول الشاعر :
شرب النزيف ببرد ماء الحشرج.
وح فالباء هنا بمنزلة من التبعيضية فكأنه قال أسألك من رحمتك اى رحمة من
__________________
(١) مصباح المتهجد ص ٤٥ ـ وفي المصدر المطبوع اللهم انى أسألك برحمتك التي لا تنال الا برضاك والخروج من جميع معاصيك والدخول في كل ما يرضيك.
(٢) سورة الدهر ـ ٦.