فائدة (١٩)
في الاحتجاج في حديث واما رحمك فمنكورة وقرابتك فمجهولة وما قرابتك [ وما رحمك ] منه الا كبنات الماء من خشفان الظباء (١).
أقول : ذكر أهل اللغة ان بنيات الطريق هي الطريق للصغار وان البنات التماثيل وخشفان الظباء أولاد الغزلان فالمعنى والله اعلم ان رحمه ورحمك في غاية التباعد كبعد دواب البر مثل الظبا عن طريق البحر والماء إذ لا يمكن سلوكه (٢) بوجه أو كبعد دواب البر التي لا تعيش في الماء عن دواب البحر التي لا تعيش في البر إذ لا قرابة بينهما ولا نسب غير الاجتماع في الجنسية وكذلك هنا فإن الأجنبي حقيقة أو مجازا كذي الرحم الكافر بالنسبة إلى المسلم لا يبقى ببنه وبين الأخر رحم ولا قرابة غير الاندراج تحت جنس واحد أو نوع واحد كالإنسان.
ويحتمل أن يكون قوله بنات الماء من النسبة إلى الأوطان فإنها متعارفة فيقال بنات أصفهان وأولاد خراسان فينسب الإنسان إلى وطنه كما ينسب الى أمه وأبيه والمعنى بذلك على هذا المخلوقات التي نشأت في الماء فنسب اليه كالسمك
__________________
(١) الاحتجاج ج ١ صلىاللهعليهوآله ٤١٨ باب مفاخرة الحسن بن على (ع) على معاوية لعنه الله وفيه. واما وصلتك فمنكورة إلخ.
(٢) إذ لا يمكنها سلوكه ـ خ