فائدة (٦٦)
قال شيخنا البهائي في مفتاح الفلاح أيضا في شرح دعاء التعقيب لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين (١). اى عباداتنا منحصرة فيه سبحانه حال كوننا غير خالطين مع عبادته عبادة غيره ، والمراد انا لا نعبد غيره لا على الانفراد ولا علي الاشتراك « انتهى ».
فقد جعل مخلصين حالا من فاعل نعبد ومعلوم ان الحال قيد لعاملها فيختل المعنى ويفسد ولا يستقيم الحصر إذ المقصود حصر العبادة فيه سبحانه مطلقا لا في حال خاصة لأنه يستلزم تجويز الشرك في غيرها من الحالات ولو على وجه الاحتمال ولا يجوز للداعي قصده وإرادته ولا هو مقصود من الكلام بل هو ضد المقصود فتعين تقدير عامل فيقدر لا نعبد إلا إياه بل نعبد مخلصين فينتفى المفسدة ويستقيم الكلام.
فان قلت : قوله لا نعبد إلا إياه يشتمل على جملتين منفية ومثبتة والمفسدة مخصوصة بكون الحال قيد للمنفية فينبغي كونه قيد المثبتة.
قلت : عامل الحال على ما ذكره شيخنا البهائي ره من الجملة المنفية فيتوجه النفي إلى القيد كما تقرر عندهم ولا أقل من الاحتمال فتلزم المفسدة وليس في الكلام عامل للمثبتة فان قدرتموه فقد رجعتم الى ما قلناه وهو الصواب الذي لا بد منه ولا
__________________
(١) مفتاح الفلاح ص ٥١