فائدة (١٥)
في معنى حديث ما أكل رسول الله (ص) متكئا قط (١) قال صاحب القاموس في وكأن قوله (ع) أما انا فلا آكل متكئا اى جالسا جلوس المتمكن والمتربع ونحوه من الهيئات المستدعية لكثرة الأكل بل كان جلوسه للأكل مستوفزا (٢) مقعيا غير متربع ولا متمكن وليس المراد الميل على شق كما يظنه عوام الطلبة انتهى.
وقال صاحب النهاية فيه : لا آكل متكئا المتكى في العربية كل من استوى قاعدا على وطاء متمكنا ، والعامة لا تعرف المتكى الا من مال في قعوده معتمدا على أحد شقيه والتاء فيه بدل من الواو أصله من الوكاء وهو ما يشد به الكيس وغيره كأنه أوكأ مقعدته وشدها بالقعود على الوطأ الذي تحته.
ومعنى الحديث انى إذا أكلت لم اقعد متمكنا فعل من يريد الإكثار منه ولكن آكل بلغة فيكون قعودي له مستوفزا ، ومن حمل الاتكاء على الميل على أحد الشقين تأوله على مذهب الطب فإنه لا ينحدر على مجاري الطعام سهلا ولا يسقيه هنيئا وربما تأذى به انتهى.
قال بعض فضلاء المعاصرين : ما ذكره صاحب النهاية وصاحب القاموس مخالف لما ذكره الأئمة عليهمالسلام في أحاديثهم كما رواه محمد بن يعقوب الكليني عن أبي
__________________
(١) الكافي ج ٦ ص ٢٧٢ ح ٩
(٢) استوفز في قعدته : انتصب فيها غير مطمئن أو وضع ركبتيه ورفع اليتيه أو استقل على رجليه. ق