فائدة (٢٠)
في عيون الاخبار عن الرضا عليهالسلام بعد الاحتجاج على سليمان المروزي في ان الإرادة حادثة وانها ليست عين ذاته تعالى يقول الرضا عليهالسلام يا سليمان هل يعلم ان إنسانا يكون ولا يريدان يخلق إنسانا أبدا وان إنسانا يموت اليوم ولا يريد ان يموت اليوم؟ قال سليمان نعم قال الرضا عليهالسلام فيعلم انه يكون ما يريد أن يكون ، أو يعلم انه يكون ما لا يريد أن يكون قال : يعلم انهما يكونان جميعا قال الرضا (ع) إذا يعلم ان إنسانا حي ميت قائم قاعد أعمى بصير في حالة واحدة وهذا هو المحال قال جعلت فداك فإنه يعلم انه يكون أحدهما دون الأخر قال : لا بأس فأيهما يكون الذي أراد ان يكون أو الذي لم يرد أن يكون قال سليمان الذي أراد ان يكون فضحك الرضا (ع) والمأمون وأهل المقالات الحديث (١).
أقول : هذه العبارة تحتمل وجهين أحدهما : ان يكون غلطا من سليمان وتحيرا منه في الأجوبة فإن هذا الحديث يتضمن كثيرا منه من هذا القبيل مع انه كان متكلم خراسان وأحضره المأمون طمعا في أن يقطع الرضا (ع) في الاحتجاج ويظهر جهله وعجزه فظهر من سليمان ما هو عجيب من الجهل والعجز والتحير والرجوع عن مذاهبه والتمسك بأشياء ضعيفة واهية وله وجهان أحدهما : هيبة الامام
__________________
(١) عيون الاخبار ج ١ صلىاللهعليهوآله ١٨٩