فائدة (٣١)
روى عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال ثلاثة لا أدرى أيهم أعظم جرما الذي يمشى مع الجنازة بغير رداء ، والذي يقول : ارفقوا به والذي يقول : استغفر والله غفر الله لكم وفي بعض النسخ استغفروا له غفر الله لكم (١).
أقول : قوله صلىاللهعليهوآله لا أدرى أيهم أعظم جرما غير صريح في تحريم هذه الأشياء وانما يدل على نفى العلم بمن هو أعظم جرما وذلك يصدق مع كونهم متساوين في عظم الجرم أو مطلق الجرم ومع كونهم ليس أحد منهم صاحب جرم لاستحالة جهل الرسول عليهالسلام بالشريعة أو اعترافه به مع خلوة من الفائدة فلو كان أحدهم أعظم جرما لعلمه وعلمه ولان المعهود منه في مثله انتظار الوحي ، وعلى هذا فلا يلزم إثبات الجرم لهم مع هذا الاحتمال المتوجه في الجملة غير ان مثل هذه العبارة يفهم منها الحكم بالمرجوجية والتنفير والتحذير من هذه الأشياء والا فإنه لا يدل على رجحانها قطعا ولا على إباحتها وتساوى الطرفين فيها ولو لم يدل على المرجوحية لخلا من الفائدة.
هذا على تقدير كون جرما بضم الجيم وكونه بمعنى الذنب أو الجناية ولا يبعد حمله على معنى الاكتساب فقد ورد استعماله فيه أيضا وهو أعم من الأجر والإثم فيمكن ارادة اكتساب الخير كما يأتي ان شاء الله ويمكن كونه جرما بكسر الجيم بمعنى
__________________
(١) الخصال ص ١٧٥ ط النجف