فائدة (٢٥)
حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه (١) قد خطر ببالي وجوه اثنى عشر وقد ذكر العلماء بعضها.
الأول : انه لما حركت النفس البدن والروح الجسد لزم من معرفة ذلك له معرفة أن للعالم مدبرا وللسكون محركا فمعرفة النفس من جملة الأدلة الموصولة إلى معرفة الرب.
الثاني : ان من عرف ان نفسه واحدة وانها لو كانت اثنتين لا مكن التعارض والممانعة عرف ان الرب واحد و ( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ).
الثالث : من عرف ان النفس تحرك بالجسد بإرادتها علم انه لا بد للعالم من محرك مختار للقطع بوجوب كمال الخالق وتنزهه عن النقص وللعلم بامتناع الحركة والتأثير ممن عدمت نفسه وفارقت بدنه.
الرابع : من عرف انه لا يخفى على النفس أحوال الجسد علم انه لا يعزب عن الباري مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء لامتناع علم المخلوق وجهل الخالق تعالى.
الخامس : من عرف ان النفس ليست إلى شيء من الجسد أقرب منها إلى
__________________
(١) أخرجه أيضا المحدث القمي ره في السفينة ج ٢ ص ٦٠٣ والسيد عبد الله الشبر في مصابيح الأنوار ص ٢٠٤ ج ـ ١