فائدة (٤٦)
في شرح خطبة لأمير المؤمنين (ع) التمسه منى بعض الرؤساء على وجه الاختصار يتحقق بعض لغتها وبيان نبذة من نكتها.
روى الصدوق في المجالس (١) بإسناده عن الصادق عن آبائه (ع) قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام والله ما دنياكم عندي. إضافتها إليهم للتشنيع عليهم بحبها وكسبها [ وكسبهم ـ خ ] حتى كأنها مقصورة عليهم فحسنت إضافتها إليهم والغرض التزهيد فيها وإظهار ما هو ظاهر من تركه لها حتى لا يمكن إضافتها إليه ليقتدى به في ذلك.
الا كسفر : ـ أى كقوم مسافرين وهو من قصر الموصوف على الصفة قصرا إضافيا أو للمبالغة وهو من قصر القلب باعتبار ان حال المخاطبين في حب الدنيا والاقتصار عليها يقتضي اعتقادهم دوامها فلذلك اثبت فناؤها بطريق القصر مع التوكيد وان لم يكونوا منكرين فجعلهم كالمنكرين لما لاح عليهم من أمارات الإنكار.
على منهل : ـ وهو اما مصدر بمعنى أول الشرب كالنهل محركة أو بمعنى المشرب اى الموضع الذي فيه الشرب أو المنزل الذي بالمفازة ذكر ذلك صاحب القاموس وعلى الأولين هو إشارة إلى سرعة فناء الدنيا حال كون أهلها مغمورين في لذاتها وعلى الرابع الى كون صاحبها على خطر عظيم وخوف ويقين بانقضائها حلو : ـ من الحلول ضد الارتحال لمقابلته به.
__________________
(١) ٦٢٠ ط الإسلامية