فائدة (٨٤)
قد روى العامة والخاصة عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر (١).
وظاهر الحديث مشكل فان كثيرا من المؤمنين أحوالهم في الدنيا في نهاية الاستقامة ظاهرا وباطنا ، وهم في نعمه تامة وتنعم وافر فالدنيا جنة لهم وكثير من الكفار في ضيق عظيم وضر وفقر واحتياج فالدنيا سجن لهم.
والجواب من وجوه اثنى عشر.
أحدها : ان المؤمن وان كان في الدنيا في نعيم وحسن حال فإنه بالنسبة الى حاله في النار في جنة ، فيكون الحكمان للدنيا بالنسبة إلى الآخرة ونحو هذا التوجيه مروي عن الحسن عليهالسلام.
وثانيها : ان يكون محمولا على الأغلبية بالنسبة إلى مجموع المؤمنين والكفار والبناء على الأغلبية جائز في المقامات الخطابية.
وثالثها : ان المؤمن في الدنيا وان كان في نعمة وتنعم فإنه في سجن من حيث انه دائما في ملاحظة العمل بالطاعات واجتناب المحرمات وملاحظة أوقات الطاعات وتحمل مشقة طلب العلم والإتيان بالواجبات والمندوبات وترك المحرمات والمكروهات فلا تكمل له لذة من اللذات والكافر مطلق من ذلك الحبس همته
__________________
(١) الوسائل ج ٢ ص ٤٧٢ ط القديمة.