فائدة (٢)
قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير عند قوله تعالى : ( وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ) (١) هيهنا دقيقة وهي ان الرافضة تمسكوا بقوله عليهالسلام لعلي : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » ثم ان هارون ما منعته التقية في مثل هذا الجمع العظيم بل صعد المنبر وصرح بالحق ودعا الناس الى متابعة نفسه والمنع من متابعة غيره فلو كانت امة محمد صلىاللهعليهوآله على غير حق لوجب على على عليهالسلام ان يفعل مثل ما فعله هارون وان يصعد المنبر من غير تقية ولا خوف وان يقول ( فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ) فلما لم يفعل ذلك علمنا ان الأمة كانوا على الصواب « انتهى » (٢).
والجواب : أما بإثبات المساواة بين الفعلين أو بعدم لزوم المماثلة بينهما في ذلك لوجود الفارق وعدم دخول هذا الحكم الخاص في المنزلة المحكوم بثبوتها.
وقد خطر بخاطري القاصر وجوه اثنا عشر كل منها يصلح جوابا.
الأول : ان الحديث المتواتر بين الفريقين الخاصة والعامة هكذا : « على
__________________
(١) طه ٩٣.
(٢) التفسير الكبير الجزء الثاني والعشرون ص ١٠٦.