فائدة (٢٦)
في الحديث القدسي ما تقرب الى عبدي ( عبد من عبادي ـ خ ) بشيء أحب الى مما افترضت عليه وانه ليتقرب الى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها ان دعاني أجبته وان سألني أعطيته. (١)
أقول : هذا له عدة معان صحيحة يمكن حمله على كل منها.
الأول : ان يراد ان العبد إذا فعل ذلك أدركه الله تعالى بلطفه الزائد وعنايته الشاملة بحيث لا ينظر الى غير ما يرضى الله ولا يستمع الى غير ما فيه رضاه ولا ينطق ولا يبطش على نحو ذلك ذكر هذا بعض مشايخنا.
الثاني : أن يكون المعنى من أحببته كنت ناصره ومؤيده ومعينة ومسدده والدافع عنه كسمعه وبصره ولسانه ويده.
الثالث : ان يكون المعنى فإذا أحببته أحبني وأطاعني فكنت عنده بمنزلة سمعه وبصره ولسانه ويده في المحبة والاحترام والعزة والإكرام وهذا شائع فكثيرا ما يقال في الشيء المحبوب هو أحب الى وأعز عندي من سمعي وبصري. قال السيد الرضى وان لم يكن عندي كسمعي وناظري فلا نظرت عيني ولا سمعت أذنى ومثله كثير جدا
__________________
(١) الوسائل ج ١ ص ٢٢١.