فائدة (٦٩)
قد ورد في عدة أحاديث ان سورة التوحيد تعدل ثلث القرآن وان سورة الجحد تعدل ربعه وان من قرء التوحيد مرة كان كمن قرء ثلث القرآن ومن قرأها مرتين كان كمن قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلثا كان كمن ختم القرآن (١).
وفيه اشكال من وجوه.
أحدها : ان تلاوة القرآن عبادة واحدة فكيف تتفاضل اجزاؤها الى هذه الغاية فإن سورة التوحيد جزء وجزء ونصف من أربعة آلاف جزء ومن ثلث القرآن وتلاوتها ثلث مرات : تقارب ثلاثة اجزاء من اثنى عشر الف جزء من القرآن وسورة الجحد تقارب ذلك وهو بعيد جدا قليل النظير في العبادات أو عديم النظير.
وثانيها : ان ذلك يستلزم تساوى الكل والجزء فان كل واحدة من الصورتين جزء من الثلث والربع فلا يبقى فرق بين من قرأ مجموع الثلث المشتمل على التوحيد وبين من قرء التوحيد وحدها وكذا الجحد فيكون قراءة الباقي خاليا عن الثواب ومن البديهيات القطعيات ان الكل أعظم من الجزء.
وثالثها : انه يلزم ان يبرأ من نذر ختم القرآن بقراءة التوحيد ثلثا ومن نذر تلاوة الثلث بتلاوتها مرة وهو معلوم البطلان.
ورابعها : انها معارض بالحديث المشهور أفضل الأعمال أحمزها.
__________________
(١) تفسير البرهان ج ٤ ص ٥٢١ ـ ٥٢٢