فائدة (٢٨)
روى تغنوا بالقرآن فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا (١).
أقول : هذا لا حجة فيه بل هو ضعيف لاجتماع جميع وجوه الضعف السابقة فيه ولأن أصله من أحاديث العامة وكل من نقله منهم أو من الخاصة أو له فلم يحمل أحد منهم على ظاهره فذلك إجماع منهم على صرفه عن ظاهره لمخالفته للمعهود المقرر من عدم جواز الغنا في القرآن ولا في غيره ولأنه يدل بظاهره على وجوب الغنا في القرآن مع زيادة التأكيد والتهديد ولان قوله فليس منا لا يجامع الاستحباب فضلا عن الجواز ولا قائل بالوجوب ولا بالاستحباب بل هو مخالف للإجماع في ذلك من الخاصة والعامة وقد أولوه تارة بتزيين الصوت وتحسينه بحيث لا يصدق عليه الغنا كما ذكرناه سابقا وتارة بحمل تغنوا على معنى استغنوا كما ورد في حديث آخر من قرء القرآن فهو غنى لا غنى بعده (٢) وغير ذلك.
وقال السيد المرتضى في الدرر والغرر قال أبو عبيد القسم بن سلام فيما يروى عن النبي صلىاللهعليهوآله ليس منا من لم يتغن بالقرآن (٣) قال أراد يستغنى به واحتج بقولهم
__________________
(١) أخرجه العلامة النوري ره في المستدرك عن جامع الاخبار ومعاني الأخبار للصدوق والغرر والدرر للسيد المرتضى ره راجع ج ١ صلىاللهعليهوآله ٢٩٥
(٢) في الكافي : فهو غنى لا فقر بعده. وفي الوسائل : القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده راجع ج ١ صلىاللهعليهوآله ٣٦٧
(٣) مستدرك ج ١ صلىاللهعليهوآله ٢٩٥