معدل عنه ولا يمكن حمل كلام الشيخ عليه إذ هو ظاهر بل صريح في خلافه.
وما قلناه نظير ما قاله بعض المحققين من النحويين في قوله تعالى : ( إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) (١) من ان الظرف لا يجوز تعلقه بقادر ولا يرجعه لفساد المعنى لاستلزامه تخصيص القدرة على البعث بذلك اليوم وهو باطل قطعا لعموم القدرة الإلهية فلا بد من تقدير عامل للظرف فيقال انه على رجعه لقادر يرجعه يوم تبلى السرائر فيستقيم المعنى وتنتفي المفسدة وهو جيد.
ولا يخفى أن المفسدة فيما قاله شيخنا البهائي أعظم مما ذكروه بوجود الحصر في الدعاء دون الآية فتعين ما قلناه وقريب منه في فساد المعنى بسبب بناء الاعراب على ظاهر اللفظ ما ذكروه في قوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) (٢) من ان يوما لا يجوز كونه مفعولا فيه متعلقا بيخافون لفساد المعنى وانقلاب المدح ذما فان المذكورين الممدوحين لا يخافون في ذلك اليوم وهو يوم القيمة وانما يخافون في الدنيا وخوفهم فيها سبب للأمن في الآخرة بل يتعين كون يوما مفعولا به وعامله يخافون لتنتفي المفسدة ويستقيم المعنى ويبقى المدح بحاله ، وهو حسن وأمثال هذا كثير مما لو بنى المعرب فيه على ظاهر اللفظ من غير تأمل للمعنى لحصل الخلل وفسد المعنى وقد جمع فيه صاحب المغني أمثلة كثيرة فليرجع إليها.
__________________
(١) الطارق ـ ٨ ـ ٩
(٢) الدهر ـ ٧