كون غير رعية النبي صلىاللهعليهوآله أعلم منه الا ترى أن بعض الأنبياء أعلم من بعض لكن الأعلم ليس من رعية غيره وبعض الملائكة أعلم من بعض الأنبياء فلا محذور.
وثالثها : ان اعلمية النملة ليس من الأحكام الشرعية ولا تعلق له بالتكاليف ولا بالاعتقادات ولا يلزم بمثل ذلك لعدم الدليل عليه.
ورابعها : انه يحتمل كونه (ع) في ذلك الوقت عالما بجواب النملة ويكون معنى قوله (ع) لا علم لي انه لا علم له بذلك من قبل نفسه وان كان يعلمه بتعليم الله إياه كما قالت الملئكة ( لا عِلْمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمْتَنا ) فان ترك الاستثناء جائز واستعمال العام بمعنى الخصوص كثير.
وخامسها : أنه لا يبعد ان يكون الله أراد تعليم سليمان (ع) ذلك على لسان النملة وقد تعلم الأنبياء (ع) بعضهم من بعض ومن الملئكة وغيرهم وعلمهم ما يزال يزيد مدة حياتهم ولا يخفى ما في ذلك من الحكم.
وسادسها : أن يكون بعث اليه (ع) ملكا على صورة نملة ليعلم ما ذكر فقد كانت الملئكة يتشكل بغير إشكالها وصورة النملة هنا انسب من غيرها لما لا يخفى.
والجواب عن الثاني من وجوه :
أحدها : ان يكون المراد بيان اشتقاق الاسمين من المعنيين المذكورين وان زيادة حرف في اسمه على اسم أبيه ليس لكونه أكبر بل لاقتضاء الاشتقاق ذلك فاتفق زيادة حرف لا لكونه أكبر من أبيه سنا ولا فضلا ويبقى ذكر عدم كونه أكبر من أبيه إشارة إلى أن القاعدة المشهورة من أن زيادة المباني تدل على زيادة المعاني أغلبية لا كلية.
وثانيهما : أن يكون المراد أن أباك داوى جرحه الذي هو الخطيئة بود اى محبة لله عزوجل بعد التوبة والإنابة وان كانت الخطيئة مجازية كأمثالها وكما هو مقرر وأنت سليمان أى سالم من تلك الخطيئة فأبوه وأن كان أكبر منه سنا فهو